7 أطعمة معروفة تُسبب السرطان: تأثير التغذية على الصحة البشرية
تعتبر التغذية جزءاً أساسياً من نمط الحياة الصحي، حيث تلعب دوراً مهماً في الحفاظ على الصحة العامة. مع تقدم الأبحاث العلمية، أصبح من الواضح أن بعض الأطعمة قد تكون مسؤولة عن زيادة مخاطر الإصابة ببعض الأمراض المزمنة، بما في ذلك السرطان. السرطان هو مجموعة من الأمراض التي تتميز بالنمو غير الطبيعي والخارج عن السيطرة للخلايا في الجسم، ويمكن أن يؤثر على أي جزء من الجسم. بينما يمكن أن يكون للعديد من العوامل دور في تطور السرطان مثل العوامل الوراثية والبيئية، فإن النظام الغذائي يعد عاملاً مهماً يمكن أن يساعد في الوقاية أو يزيد من خطر الإصابة به. هذا المقال يستعرض سبعة أنواع من الأطعمة التي ثبت أنها قد تسبب السرطان وفقاً للأبحاث والدراسات الطبية.
1. اللحوم المعالجة والمصنعة
اللحوم المعالجة تشمل مجموعة متنوعة من الأطعمة مثل النقانق، واللحم المقدد، واللحم المدخن، واللحوم المعلبة، وهي من الأطعمة التي قد ترفع من خطر الإصابة بالسرطان، وخاصة سرطان القولون والمستقيم. تحتوي اللحوم المعالجة على مواد كيميائية مثل النترات والنتريت، التي تُضاف للحفاظ على اللون والنكهة. عند تعرض هذه المواد لدرجات حرارة عالية أثناء الطهي، فإنها تتحول إلى مركبات مسرطنة تعرف بالنتروزامين.
دراسات عدة أكدت ارتباط تناول اللحوم المعالجة بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. كما أن الأبحاث قد ربطت استهلاك هذه اللحوم أيضاً بزيادة خطر الإصابة بسرطان المعدة والبنكرياس. في عام 2015، صنّف الوكالة الدولية لبحوث السرطان (IARC) اللحوم المعالجة على أنها “مسرطنة” للإنسان.
2. المشروبات الغازية والمشروبات المحلاة
تعتبر المشروبات الغازية والمشروبات المحلاة من الأطعمة التي يمكن أن تساهم في زيادة خطر الإصابة بالسرطان، خاصة بسبب احتوائها على كميات كبيرة من السكر. عندما يتناول الإنسان كميات كبيرة من السكر، يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة مستويات الإنسولين في الدم، وهو ما يمكن أن يشجع على نمو الخلايا السرطانية.
كما تحتوي بعض المشروبات الغازية على ألوان صناعية، مثل “الكراميل”، التي ثبت أنها تحتوي على مواد كيميائية قد تسبب السرطان. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي السكريات الزائدة إلى السمنة، وهي عامل خطر معروف للإصابة بالعديد من أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان الثدي والكبد.
3. الزيوت المهدرجة (الزيوت المتحولة)
الزيوت المهدرجة هي زيوت نباتية يتم معالجتها باستخدام عملية كيميائية تُحول الأحماض الدهنية غير المشبعة إلى أحماض دهنية مشبعة، مما يجعلها أكثر استقراراً في درجة الحرارة العالية. توجد هذه الزيوت في العديد من الأطعمة المصنعة مثل المخبوزات الجاهزة، والأطعمة السريعة، والوجبات الخفيفة. تؤدي هذه الزيوت إلى زيادة مستويات الكوليسترول الضار في الجسم، مما يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والثدي.
تشير الأبحاث إلى أن استهلاك الزيوت المهدرجة قد يؤدي إلى التهابات مزمنة في الجسم، مما يزيد من فرص تطور الأورام. وقد أظهرت الدراسات أن استهلاك الزيوت المتحولة يمكن أن يسبب تغييرات في الخلايا التي تؤدي إلى سرطان الثدي والمعدة.
4. الأطعمة المقلية
الأطعمة المقلية، مثل البطاطا المقلية، والدجاج المقلي، والمأكولات السريعة، غالباً ما تحتوي على مستويات مرتفعة من الدهون المتحولة والمواد الكيميائية التي تتكون أثناء عملية القلي. عندما يتم تسخين الزيوت إلى درجات حرارة مرتفعة جداً، يمكن أن تتكون مركبات مسرطنة تُعرف بالأكريلاميد.
الأكريلاميد هو مادة كيميائية تتشكل عندما يتم تحمير الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات عند درجات حرارة مرتفعة، وقد تم ربطها بزيادة خطر الإصابة بسرطان المثانة. علاوة على ذلك، يمكن أن تؤدي الأطعمة المقلية إلى زيادة الوزن، وهو عامل خطر آخر للإصابة بالسرطان. قد يكون للزيوت المستخدمة في القلي تأثير إضافي في رفع مستويات الالتهابات في الجسم، مما يزيد من خطر تطور الأورام.
5. السكر والكربوهيدرات المكررة
يعد السكر والكربوهيدرات المكررة من المكونات الأساسية في العديد من الأطعمة السريعة والمصنعة. السكر المكرر، الموجود في الحلويات، والعصائر المحلاة، والمشروبات الغازية، يعتبر من الأطعمة التي يمكن أن تؤدي إلى زيادة مستويات الجلوكوز في الدم، مما يساهم في تطور بعض أنواع السرطان. كما أن الكربوهيدرات المكررة، مثل الخبز الأبيض والمكرونة، تُسبب زيادة في مستويات الأنسولين، مما قد يشجع الخلايا السرطانية على النمو.
تشير الدراسات إلى أن استهلاك السكر بشكل مفرط قد يساهم في زيادة خطر الإصابة بسرطان البنكرياس، وأنظمة غذائية عالية السكر قد تساهم في تفاقم مرض السرطان بعد تشخيصه. السكر المكرر لا يوفر العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الجسم، ولكنه يساهم في السمنة والالتهابات، وهما عاملان مهمان في خطر الإصابة بالسرطان.
6. الأطعمة المدخنة والمشوية
يؤدي طهي الطعام باستخدام الحرارة العالية، سواء كان عن طريق الشواء أو التدخين، إلى تكوين مواد مسرطنة تعرف بالهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات (PAHs) والأمينات غير المتجانسة (HCAs). تتشكل هذه المركبات عندما تتعرض اللحوم للحرارة المباشرة، مثل الشواء أو التدخين، ويمكن أن تؤدي إلى تغييرات جينية في الخلايا، مما يعزز احتمالية الإصابة بالسرطان.
دراسات متعددة أكدت أن استهلاك اللحوم المشوية أو المدخنة يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. كما أن المركبات التي تتكون أثناء عملية التدخين أو الشواء قد تكون أكثر ضرراً عندما يتم استهلاكها بكميات كبيرة بمرور الوقت.
7. الأطعمة المحتوية على المواد الحافظة والملونات الصناعية
تحتوي العديد من الأطعمة الجاهزة والمصنعة على مواد حافظة وملونات صناعية لتحسين اللون أو المذاق أو العمر الافتراضي للمنتجات. المواد الحافظة مثل بتروليتس، والبنزوات، والفورمالديهايد، ثبت أن لها آثاراً سلبية على الصحة. إضافة إلى ذلك، تحتوي بعض الأطعمة على ألوان صناعية مثل الأزرق 1 والأحمر 40، والتي تربطها الدراسات بزيادة احتمالية الإصابة ببعض أنواع السرطان.
تعمل المواد الحافظة والملونات الصناعية على التفاعل مع الخلايا في الجسم، مما قد يؤدي إلى تلف الحمض النووي وزيادة خطر الإصابة بالسرطان. وقد أظهرت بعض الدراسات أن الأطفال الذين يستهلكون كميات كبيرة من الأطعمة المحتوية على هذه المواد قد يكونون أكثر عرضة للإصابة ببعض أنواع السرطان.
الخلاصة
إن التوعية بالأطعمة التي قد تسبب السرطان أمر بالغ الأهمية في الحد من المخاطر المحتملة. الأبحاث العلمية تشير إلى أن الاستهلاك المفرط لبعض الأطعمة يمكن أن يرفع من احتمال الإصابة بالسرطان. من المهم أن يعتمد الأفراد على نظام غذائي متوازن يحتوي على مجموعة متنوعة من الأطعمة الصحية، مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، والتقليل من تناول الأطعمة المصنعة والدهنية. قد يكون من الصعب التخلص تماماً من الأطعمة التي تزيد من خطر الإصابة بالسرطان، ولكن مع الالتزام بنمط حياة صحي، يمكن تقليل هذا الخطر بشكل كبير.
